كلمة خادم الرعيّة "ميخائيل قنبر" في
تذكار الخوري الشهيد خليل سمعان
في العهد القديم اختار الله أبرام خليلا له، فكان لله وشعبِه صديقا صدوق. وفي العهد الجديد أرسى يسوعُ على سمعانَ بيعةً له، فكان للكنيسة الصخر الجُلمود.
وأنت يا أبونا خليل جمعت بشخصك وباسمك الخليل والسمعان كما جمعت العهد القديم والعهد الجديد، فكنت الخليل لِله والرعيّة وكنت صخرة الإيمان القويم بخدمتك الكهنوتيّة. كنت الجُلمود الذي لم تنل من روحك تلك اليد الدنيّة. ولو استطاعوا أن يُهلكوا منك الجسد، لكنهم لم يقدوا أن يقهروا روحك الحرّة الأبيّة.
يوم الأربعاء من ذاك الكانون الأول البارد سنة 1987 سُطّرت الأسطر الأولى من ملحمة استشهادك. يومها انتظرت الراهبات طويلا بدء قدّاسهن اليومي، لكنّهنّ كنّ يجهلن أنك بدأت قداّس ذبيحة استشهادك.
في ذاك الأربعاء من ألفي سنة تمّ الحكم على الناصري البريء. فصُلب بعد أيام السجن والآلآم والتعذيب ووُضع في قبر الصخر الجديد.
ويوم الأربعاء من أربع وعشرين سنة تمّ الحكم عليك أنت النصراني الجنوبي البريء. فصُلبت على صليب الاستشهاد وعانيت السجن والألم والتعذيب والخوف والمرض ووُضعت في خزان من حديد.
معهم أصبح المسيح رقما حوكم من دون دليل ووُضع في السجن مع المتهمين وصُلب بين المجرمن.
معهم أصبح اسمك المتهم رقم 2 في القسم رقم 14 وسُجنت مع سبعة متهمين آخرين، وللمفارقة حمل رقم زنزانتك علامة النصر.
نعم. ليس غريب على الشهيد أن تكون علامات سجنه وتعذيبه هي نفسها رموز تكريمه وتقديسه. فإذا ما قرأنا اليوم هذه العلامات بعين الإيمان، تدمع عيوننا، ليس من البكاء عليك يا عزيزا فقدناه بألم، بل من الفرح الممزوج بالرجاء أن رقم 7 التي حملته زنزانتك، والذي كنت تفتخر بأنه عدد أبنائك في عائلتك، صار لك مع الاستشهاد علامة النصر بإكليل الظفر.
خَدَمتنا يا أبونا خليل ثمانسة عشر سنة برموش العين. كلّلت على مذبح مار يوسف 52 عائلة من عائلاتنا. دهنت بميرون المسيح 262 معمّدا منّا. رافقت على دروب الآخرة العديد من أمهاتنا وآبائنا.
كيف نردّ لك الجميل؟
ها هو صوتك من وراء حجب السماء يقول: "هذا سؤال لا يُسأل لكاهن كرّس نفسه لخدمة الكنيسة والمسيح. فأنا عبدٌ بطّال عمل ما أمره به سيّده..."
أبونا خليل... أنت لست خادما وحسب بل أنت لنا اليوم في السماء شفيع، أنت لنا وللكنيسة شهيدٌ كبير. لم تتغيّر معايير الشهادة والقداسة بين الكنيسة الأولى وكنيسة اليوم: فشهداء الكنيسة الأولى أُعلنوا شهداء لأنهم نالوا قسطهم من التعذيب والألم ولأنهم حملوا اسم المسيح، وليس لأنهم أجروا المعجزات، وشهداء صور الخمسماية التي تعيّد لهم الكنيسة في التاسع عشر من شباط، والتي بنت لهم أبرشيتنا مقاماً لم يخرجوا عن هذا التقليد.
وأنت يا أبونا خليل عانيت ما عاناه شهداء الكنيسة الأولى. واستشهدت لأنك أبونا خليل وليس لأنك الأستاذ أوالسيد خليل سمعان. فالأحرى أن تعلنك الكنيسة اليوم شهيدا بين صفوف شهدائها.
باسمي وباسم أبناء رعية مار يوسف الحجة التي خدمها الخوري خليل 18 سنة بتفان كبير، أطلب من الكنيسة في شخصكم الكريم يا صاحب السيادة، العمل على إعلان الأبونا خليل شهيدا في الكنيسة المارونية. وإذا كان الوقت لا يزال مبكرا لمثل هذه الخطوة ، أطلب أن يصار، أقلّه، إلى وضع رفاته في مكان خاص تمهيدا لما سيكشفه الله لاحقا للكنيسة.
الأحباء المباركون
أرادت الرعيّة أن تقيم هذا التذكار في إطار اليوبيل المئوي الأول لبناء كنيسة مار يوسف، حيث تذكر الأحبار الموتى الذين خدموها خلال هذه المئوية وتكرّم الأحياء منهم. (الخوري جرجس الحاج في أسبوع الكهنة وتكريم الأحياء خلال احتفالات عيد سيّدة المزار).
أما احتفالنا اليوم فهو عربون وفاء وتقدير للأبونا الذي أحببناه جميعا وأحببنا معه عائلته الكريم التي لم نفرّقها يوما عن عائلاتنا في الرعية.
أم جورج الخورية الحبيبة كنت في بلدتنا مثالا للمرأة النشيطة، الصامتة، الخدومة، المهذّبة وأم العائلة المضحية والمتفانية والزوجة الصالحة شريكة حياة الأبونا في الحلوة والمرّة حتّى في أياّم الخطف والاستشهاد. فأنت حقاّ شريكة الستشهاد.
أبونا يوسف العزيز. إن فخر الكاهن الأكبر في حياته عندما يقدّم للكهنوت أحد أبناء رعيّته. لأن الدعوة في الرعية هي ثمرة خدمة الكاهن . وأبونا خليل أغزر في الثمر. أذكر جيّدا أنه بعد التحاقي بالإكليريكية كثمرة أولى من ثمار خدمة والدكم السعيد الذكر لرعيتنا، كنت أنت والمونسينيور شربل الثمرتين الأخريين بعد سنتين. وبذلك تكون الحجة قد أعطت ثمار ثلاث دعوات كهنوتية وليس اثنتين لأننا نعتبرك من هذه الرعيّة وقد تأثرت كما تأثرنا نحن بخدمة والدك الغيور.
الأعزاء أنطوان والياس وماري وعايدة وسلوى كنتم لنا مع المرحوم جورج إخوة وأخوات لم نفرّقكم يوما عن إخوتنا وأخواتنا. تشاركنا معكم النجاح والأفراح والأتراح. كبرنا معا، حلمنا معا وكنّا معا إخوة للأبونا رحمه الله وأعطاكم الصحة وطول العمر.
لن أطيل الكلام سنكون الآن مع فيلم وثائقي عن الأبونا الخليل وبعدها نستمع لكلمة العائلة من أبونا يوسف وشكرا
في العهد القديم اختار الله أبرام خليلا له، فكان لله وشعبِه صديقا صدوق. وفي العهد الجديد أرسى يسوعُ على سمعانَ بيعةً له، فكان للكنيسة الصخر الجُلمود.
وأنت يا أبونا خليل جمعت بشخصك وباسمك الخليل والسمعان كما جمعت العهد القديم والعهد الجديد، فكنت الخليل لِله والرعيّة وكنت صخرة الإيمان القويم بخدمتك الكهنوتيّة. كنت الجُلمود الذي لم تنل من روحك تلك اليد الدنيّة. ولو استطاعوا أن يُهلكوا منك الجسد، لكنهم لم يقدوا أن يقهروا روحك الحرّة الأبيّة.
يوم الأربعاء من ذاك الكانون الأول البارد سنة 1987 سُطّرت الأسطر الأولى من ملحمة استشهادك. يومها انتظرت الراهبات طويلا بدء قدّاسهن اليومي، لكنّهنّ كنّ يجهلن أنك بدأت قداّس ذبيحة استشهادك.
في ذاك الأربعاء من ألفي سنة تمّ الحكم على الناصري البريء. فصُلب بعد أيام السجن والآلآم والتعذيب ووُضع في قبر الصخر الجديد.
ويوم الأربعاء من أربع وعشرين سنة تمّ الحكم عليك أنت النصراني الجنوبي البريء. فصُلبت على صليب الاستشهاد وعانيت السجن والألم والتعذيب والخوف والمرض ووُضعت في خزان من حديد.
معهم أصبح المسيح رقما حوكم من دون دليل ووُضع في السجن مع المتهمين وصُلب بين المجرمن.
معهم أصبح اسمك المتهم رقم 2 في القسم رقم 14 وسُجنت مع سبعة متهمين آخرين، وللمفارقة حمل رقم زنزانتك علامة النصر.
نعم. ليس غريب على الشهيد أن تكون علامات سجنه وتعذيبه هي نفسها رموز تكريمه وتقديسه. فإذا ما قرأنا اليوم هذه العلامات بعين الإيمان، تدمع عيوننا، ليس من البكاء عليك يا عزيزا فقدناه بألم، بل من الفرح الممزوج بالرجاء أن رقم 7 التي حملته زنزانتك، والذي كنت تفتخر بأنه عدد أبنائك في عائلتك، صار لك مع الاستشهاد علامة النصر بإكليل الظفر.
خَدَمتنا يا أبونا خليل ثمانسة عشر سنة برموش العين. كلّلت على مذبح مار يوسف 52 عائلة من عائلاتنا. دهنت بميرون المسيح 262 معمّدا منّا. رافقت على دروب الآخرة العديد من أمهاتنا وآبائنا.
كيف نردّ لك الجميل؟
ها هو صوتك من وراء حجب السماء يقول: "هذا سؤال لا يُسأل لكاهن كرّس نفسه لخدمة الكنيسة والمسيح. فأنا عبدٌ بطّال عمل ما أمره به سيّده..."
أبونا خليل... أنت لست خادما وحسب بل أنت لنا اليوم في السماء شفيع، أنت لنا وللكنيسة شهيدٌ كبير. لم تتغيّر معايير الشهادة والقداسة بين الكنيسة الأولى وكنيسة اليوم: فشهداء الكنيسة الأولى أُعلنوا شهداء لأنهم نالوا قسطهم من التعذيب والألم ولأنهم حملوا اسم المسيح، وليس لأنهم أجروا المعجزات، وشهداء صور الخمسماية التي تعيّد لهم الكنيسة في التاسع عشر من شباط، والتي بنت لهم أبرشيتنا مقاماً لم يخرجوا عن هذا التقليد.
وأنت يا أبونا خليل عانيت ما عاناه شهداء الكنيسة الأولى. واستشهدت لأنك أبونا خليل وليس لأنك الأستاذ أوالسيد خليل سمعان. فالأحرى أن تعلنك الكنيسة اليوم شهيدا بين صفوف شهدائها.
باسمي وباسم أبناء رعية مار يوسف الحجة التي خدمها الخوري خليل 18 سنة بتفان كبير، أطلب من الكنيسة في شخصكم الكريم يا صاحب السيادة، العمل على إعلان الأبونا خليل شهيدا في الكنيسة المارونية. وإذا كان الوقت لا يزال مبكرا لمثل هذه الخطوة ، أطلب أن يصار، أقلّه، إلى وضع رفاته في مكان خاص تمهيدا لما سيكشفه الله لاحقا للكنيسة.
الأحباء المباركون
أرادت الرعيّة أن تقيم هذا التذكار في إطار اليوبيل المئوي الأول لبناء كنيسة مار يوسف، حيث تذكر الأحبار الموتى الذين خدموها خلال هذه المئوية وتكرّم الأحياء منهم. (الخوري جرجس الحاج في أسبوع الكهنة وتكريم الأحياء خلال احتفالات عيد سيّدة المزار).
أما احتفالنا اليوم فهو عربون وفاء وتقدير للأبونا الذي أحببناه جميعا وأحببنا معه عائلته الكريم التي لم نفرّقها يوما عن عائلاتنا في الرعية.
أم جورج الخورية الحبيبة كنت في بلدتنا مثالا للمرأة النشيطة، الصامتة، الخدومة، المهذّبة وأم العائلة المضحية والمتفانية والزوجة الصالحة شريكة حياة الأبونا في الحلوة والمرّة حتّى في أياّم الخطف والاستشهاد. فأنت حقاّ شريكة الستشهاد.
أبونا يوسف العزيز. إن فخر الكاهن الأكبر في حياته عندما يقدّم للكهنوت أحد أبناء رعيّته. لأن الدعوة في الرعية هي ثمرة خدمة الكاهن . وأبونا خليل أغزر في الثمر. أذكر جيّدا أنه بعد التحاقي بالإكليريكية كثمرة أولى من ثمار خدمة والدكم السعيد الذكر لرعيتنا، كنت أنت والمونسينيور شربل الثمرتين الأخريين بعد سنتين. وبذلك تكون الحجة قد أعطت ثمار ثلاث دعوات كهنوتية وليس اثنتين لأننا نعتبرك من هذه الرعيّة وقد تأثرت كما تأثرنا نحن بخدمة والدك الغيور.
الأعزاء أنطوان والياس وماري وعايدة وسلوى كنتم لنا مع المرحوم جورج إخوة وأخوات لم نفرّقكم يوما عن إخوتنا وأخواتنا. تشاركنا معكم النجاح والأفراح والأتراح. كبرنا معا، حلمنا معا وكنّا معا إخوة للأبونا رحمه الله وأعطاكم الصحة وطول العمر.
لن أطيل الكلام سنكون الآن مع فيلم وثائقي عن الأبونا الخليل وبعدها نستمع لكلمة العائلة من أبونا يوسف وشكرا