غرام، حب أم محبة؟
كما يتسرّب النعس إلى الجفون، يسري الحب في عروقنا من دون استئذان، ومع سريانه تختلط علينا المشاعر والأحاسيس. أهو الحب أو الغرام، أم هي المحبّة؟
في الطريق المؤدّي إلى الحب غالبا ما يعترض طريقنا الغرام فيعطّل فينا عمل المنطق ويستثير فينا الأحاسيس والعواطف ويغرقنا في عالم المتناقضات. في مقارنة بين الحب والغرام نكتشف أن هناك فرق كبير بين الاثنين؛ في الغرام يبحث الشخص عن أحاسيس الحب، فيحب "الحب" وليس الحبيب. أما في الحب فيتخطى المحبّ حُبَّ "الحب" ليحبّ الآخر كآخر. في الغرام يستأثر المغروم بحبيبه ويندمج به حتّى الذوبان فتضيع شخصية الواحد في الآخر، أما في الحُب فيعرف المُحب حدوده ويحترم حدود وحرية الحبيب. في الغرام يسمح المغروم لنفسه بفرض رغباته على الآخر، أما في الحُب فلا يرغم الحبيب حبيبه على شيء. في الغرام يتملّك الواحد الآخر أما في الحب فيحترم الواحد كيان الآخر.
أما المحبّة فتتخطى الحب والغرام معا لأنها أشمل. المحبّة عاطفة متجرّدة من كل أنواع الأنانية. هي خيار شخصي واع يتطلّب بذل الذات من أجل الآخرين. نصادف هذه المحبّة في حياة الذين يبذلون ذواتهم من أجل الآخرين كالأهل والمكرسين والقديسين....
الخوري ميخائيل قنبر