العبد الأمين الحكيم هو الذي أقامه سيّده على خدمة بيته ليعطيهم الطعام في حينه
نحتفل في هذا الأحد المبارك، أحد الكهنة الأبرار وفي إطار اليوبيل المئوي الأول لبناء كنيسة مار يوسف الرعائية بتذكار المرحوم الخوري جريس موسى الحاج الذي خدم هذه الرعيّة مدة نصف قرن تقريبا من 1919 إلى 1966، سنة انتقاله إلى ديار الخلود، بحيث تكون سني خدمته حوالي 46 سنة بالتحديد، واليوم وبعد 46 سنة على غيابه نذكره لنطلب له الرحمة من ربّ الرحمة ولنطلب شفاعته لأبناء رعيّة أحبها وخدمها برموش العين.
ولد الخوري جريس في بلدتنا سنة 1881 من أبوين فاضلين ربياه على الإيمان الحق، عايش الحربين العالميتين وعانى ويلاتهما مع أبناء هذه المنطقة. تزوج من المرحومة حنة الحاج الذي رزق منها إبنه المرحوم جميل وبعد وفاتها من شقيقتها شامية التي رزق منها ثلاثة أبناء هم المرحومين طانيوس ومارون وحنا وابنتين هما المرحومة مريم التي شغلت منصب رئيسة أخوية الحبل بلا دنس لأكثر من 45 سنة والسيدة تريز أم يوسف أطال الله بعمرها.
كان الشاب جريس شابا ورعا تقيا متمرّسا بالفضائل، فاختاره أهل البلدة والمطران شكرالله الخوري ليكون خادما لرعية مار يوسف الحجة ورعايا مناطق الجوار. درس مبادئ اللاهوت الأوليّة واللغة الليترجية الطقسية لكنيستنا المارونية وسيم كاهنا بوضع يد صاحب السيادة المثلث الرحمات المطران شكرالله خوري. بدأ الخوري جريس خدمة الرعايا التي أسندت إلى رعايته سنة 1919 بحسب سجلاّت الرعيّة وقد أحصينا له 650 إحتفلا بالعماد بحسب سجلات الرعية وحوالي 130 زواجا لعائلات البلدة والقرى المجاورة التي كان يخدمها.
أيها الخوري جريس العبد الأمين، لا يمكن لأهالي منطقة الزهراني برعاياها الحجة والعدوسية ومصيلح والنجارية وتبنة وسنيبر والمعمرية والبرّوقية وبراك التّل وعقتانيت ودرب السيم أن ينسوا وجهك السموح وهيبتك ووقارك. لا يمكن لحجارة دروبها أن تنسى صوت وقع حوافر مطيّتك المتعثّرة بالوحول وزخّات المطر شتاء، والمترافقة مع نغمات الطيور وحفيف أوراق الشجر صيفا. لا يمكن لحنايا الدروب أن تنسى صدى صوتك مردّدا صلاة الوردية ذهابا وإيابا أو منشدا المزامير وتراتيل الأعياد مع كل انبلاج فجر أحد وعيد. لا يمكن لحجارة الكنيسة اليوبيلية في الحجة أن تنسى صدى 17155 قداسا أحييتهم على مذبحها بشغف كما لا يمكن للمبخرة القديمة فيها أن تزيل عن جنازيرها بصمة جيناتك المباركة.
أبونا جريس لم يزل طيفك بيننا بالرغم من غيابك البعيد الأمد، فأنت حاضر بأسقف هو فخر رعيتنا ومثالٌ بين أساقفة الكنيسة المارونية، وكم من مرّة سمعته يفاخر في شهادة حياته أنه حفيدك وأنّ اصطحابك له لقداسك اليومي هو كان وراء دعوته الكهنوتية والأسقفية. أنت يا أبونا جريس حاضر في شخص حفيدك الآخر المونسينيور مارون العمار الذي كتب في شهادة حياته لمجلّة الرعية ما نصّه: "تأثّرت دعوتي أيضًا بجدّي المرحوم الخوري جرجس الحاج، وكنت أتسابق يوميًّا مع أولاد أخوالي لحمل المبخرة خلال القدّاس. ممّا لاشكّ فيه لم أكن أفهم ما يجري فيه ومتى يجب عليّ أن أقدّم المبخرة، وفي الرتبة القديمة التبخيرات كثيرة ! ولكي لا أبدو جاهلاً للخدمة ويُنـزَع منّي هذا الشرف، كنتُ أرتّب عدّ كلمة "آمين"، فبعد المرّة الثالثة آتي بالمبخرة وجدّي يبخّر، وكذلك بعد السادسة والتاسعة وجدّي يبخّر...، وأنا أبدو عارفًا بما أقوم به ! بعد القدّاس الصباحيّ كنتُ أرافق جدّي الكاهن إلى منـزله وأنا ملتقط بيده كأنّني أمسك جوهرة". نعم لقد كنت أيها الخوري جريس جوهرة وتركت عائلة تشبهك فكان من أحفادك المطران والخوري أسقف والشماس الذي يخدم القداديس منذ أمد طويل، أعني به الأستاذ جورج الحاج، وما زالت عائلتك الكبيرة تخرج من ذخائرك دعوات رهبانية وكهنوتية فها هو حفيد إبنك طانيوس راهبا في جمعيّة المرسلين اللبنانيين.
أردنا في تذكارك اليوم أن نجمع الرعية حول الراعي صاحب السيادة ونقيم الذبيحة على نيّتك علّنا بذلك نوفيك ولو واحد من 17155 قداسا وفيتهم على نية رعيتك.
رحمك الله وأعطانا بركة صلواتك. آمين
نحتفل في هذا الأحد المبارك، أحد الكهنة الأبرار وفي إطار اليوبيل المئوي الأول لبناء كنيسة مار يوسف الرعائية بتذكار المرحوم الخوري جريس موسى الحاج الذي خدم هذه الرعيّة مدة نصف قرن تقريبا من 1919 إلى 1966، سنة انتقاله إلى ديار الخلود، بحيث تكون سني خدمته حوالي 46 سنة بالتحديد، واليوم وبعد 46 سنة على غيابه نذكره لنطلب له الرحمة من ربّ الرحمة ولنطلب شفاعته لأبناء رعيّة أحبها وخدمها برموش العين.
ولد الخوري جريس في بلدتنا سنة 1881 من أبوين فاضلين ربياه على الإيمان الحق، عايش الحربين العالميتين وعانى ويلاتهما مع أبناء هذه المنطقة. تزوج من المرحومة حنة الحاج الذي رزق منها إبنه المرحوم جميل وبعد وفاتها من شقيقتها شامية التي رزق منها ثلاثة أبناء هم المرحومين طانيوس ومارون وحنا وابنتين هما المرحومة مريم التي شغلت منصب رئيسة أخوية الحبل بلا دنس لأكثر من 45 سنة والسيدة تريز أم يوسف أطال الله بعمرها.
كان الشاب جريس شابا ورعا تقيا متمرّسا بالفضائل، فاختاره أهل البلدة والمطران شكرالله الخوري ليكون خادما لرعية مار يوسف الحجة ورعايا مناطق الجوار. درس مبادئ اللاهوت الأوليّة واللغة الليترجية الطقسية لكنيستنا المارونية وسيم كاهنا بوضع يد صاحب السيادة المثلث الرحمات المطران شكرالله خوري. بدأ الخوري جريس خدمة الرعايا التي أسندت إلى رعايته سنة 1919 بحسب سجلاّت الرعيّة وقد أحصينا له 650 إحتفلا بالعماد بحسب سجلات الرعية وحوالي 130 زواجا لعائلات البلدة والقرى المجاورة التي كان يخدمها.
أيها الخوري جريس العبد الأمين، لا يمكن لأهالي منطقة الزهراني برعاياها الحجة والعدوسية ومصيلح والنجارية وتبنة وسنيبر والمعمرية والبرّوقية وبراك التّل وعقتانيت ودرب السيم أن ينسوا وجهك السموح وهيبتك ووقارك. لا يمكن لحجارة دروبها أن تنسى صوت وقع حوافر مطيّتك المتعثّرة بالوحول وزخّات المطر شتاء، والمترافقة مع نغمات الطيور وحفيف أوراق الشجر صيفا. لا يمكن لحنايا الدروب أن تنسى صدى صوتك مردّدا صلاة الوردية ذهابا وإيابا أو منشدا المزامير وتراتيل الأعياد مع كل انبلاج فجر أحد وعيد. لا يمكن لحجارة الكنيسة اليوبيلية في الحجة أن تنسى صدى 17155 قداسا أحييتهم على مذبحها بشغف كما لا يمكن للمبخرة القديمة فيها أن تزيل عن جنازيرها بصمة جيناتك المباركة.
أبونا جريس لم يزل طيفك بيننا بالرغم من غيابك البعيد الأمد، فأنت حاضر بأسقف هو فخر رعيتنا ومثالٌ بين أساقفة الكنيسة المارونية، وكم من مرّة سمعته يفاخر في شهادة حياته أنه حفيدك وأنّ اصطحابك له لقداسك اليومي هو كان وراء دعوته الكهنوتية والأسقفية. أنت يا أبونا جريس حاضر في شخص حفيدك الآخر المونسينيور مارون العمار الذي كتب في شهادة حياته لمجلّة الرعية ما نصّه: "تأثّرت دعوتي أيضًا بجدّي المرحوم الخوري جرجس الحاج، وكنت أتسابق يوميًّا مع أولاد أخوالي لحمل المبخرة خلال القدّاس. ممّا لاشكّ فيه لم أكن أفهم ما يجري فيه ومتى يجب عليّ أن أقدّم المبخرة، وفي الرتبة القديمة التبخيرات كثيرة ! ولكي لا أبدو جاهلاً للخدمة ويُنـزَع منّي هذا الشرف، كنتُ أرتّب عدّ كلمة "آمين"، فبعد المرّة الثالثة آتي بالمبخرة وجدّي يبخّر، وكذلك بعد السادسة والتاسعة وجدّي يبخّر...، وأنا أبدو عارفًا بما أقوم به ! بعد القدّاس الصباحيّ كنتُ أرافق جدّي الكاهن إلى منـزله وأنا ملتقط بيده كأنّني أمسك جوهرة". نعم لقد كنت أيها الخوري جريس جوهرة وتركت عائلة تشبهك فكان من أحفادك المطران والخوري أسقف والشماس الذي يخدم القداديس منذ أمد طويل، أعني به الأستاذ جورج الحاج، وما زالت عائلتك الكبيرة تخرج من ذخائرك دعوات رهبانية وكهنوتية فها هو حفيد إبنك طانيوس راهبا في جمعيّة المرسلين اللبنانيين.
أردنا في تذكارك اليوم أن نجمع الرعية حول الراعي صاحب السيادة ونقيم الذبيحة على نيّتك علّنا بذلك نوفيك ولو واحد من 17155 قداسا وفيتهم على نية رعيتك.
رحمك الله وأعطانا بركة صلواتك. آمين